التفوق الدراسي للابن .. مطلب كل ام !
ليس مطلوبا من كل أبنائنا أن يكونوا دائما الأوائل على فصلهم، فلو تخيلنا مثلا أننا أحضرنا الطالب الأول على مدرسته من 10 مدارس، ووضعنا لهم امتحانا لوجدناهم سيرتبون تلقائيا الأول ثم الثاني حتى العاشر.
وذلك لأن لكل طفل طاقته وقدرته على المذاكرة والاستيعاب وقدرته على الإجابة بطريقة منظمة بحيث يحصل على أعلى درجات ممكنة في حدود تحصيله واجتهاده وأيضا في حدود حالته حال الإجابة، وليس لهذا الأمر علاقة مباشرة بالذكاء؛ فدائما يقولون :”إن أينشتاين كان فاشلا دراسيا ” نحن نتكلم هنا عن التفوق الدراسي .
و لكن كيف تجعلين ابنك متفوق دراسيا :
بدلا من دفعه ليكون الأول , عليك أن تعوديه على أن :
- يبذل قصارى جهده في المذاكرة وأداء الواجبات، و على الحرص على أن يكون متابعا لدراسته لآخر حصة؛ فلا تتراكم عليه الواجبات وأن يكون مستوعبا ومستفيدا من المادة التي يدرسها.
- يأتي هنا دور مهم جدا لك مع ابنك وهو تعويده وتدريبه على كيفية حل الامتحان؛ ففي أحيان كثيرة جدا يكون الطفل حافظا للمادة الدراسية جيدا ولكنه يرتبك في أثناء الامتحان أو لا يستطيع أن ينظم وقته وطريقة إجابته.
فالمطلوب منك إحضار امتحانات سنوات سابقة وتدريب الابن على تنظيم وقته خلال الامتحان وكيفية كتابة الإجابة الصحيحة، وفي كل مرة تحددين له وقتا مشابها لوقت الامتحان وعليه الإجابة على الامتحان دون الاستعانة بك أو العودة للكتاب، ثم تصححين له الإجابات وتراجعان معا الأخطاء وإجابتها الصحيحة مع تكرار هذه العملية في كل المواد؛ وبهذا سوف يكتسب ابنك خبرة وقدرة على اكتساب درجات عالية في الامتحانات.
نصيحة لكل أم :
النصيحة الذهبية لكل أم لا بد من أن تتجنبي تماما مقارنة الأشقاء ببعضهم أو بأحد الأصدقاء أو الأقارب ، أو إشعار إبنك أنك تنتظرين منه أن يكون مثل أخيه أو صديقه، فليس هناك طفلان متشابهان حتى وإن كانا توائم، فلكل طفل طاقته واهتمامه وميوله.
والمطلوب منك أن تساعدي كلا من أبناءك على أن يخرج أفضل ما عنده من طاقات، وأن يكون هذا هو المفهوم الأساسي للتفوق أنه التفوق في بذل كل الجهد للتفوق على الذات وعلى أقصى طاقتنا الشخصية وكيفية تنميتها واستغلال طاقاتنا ومواهبنا في تحصيل الأفضل، وليس الدخول في منافسة مع الآخرين فقط.
ولهذا فعليك أن تبدئي بتشجيع إبنك ووضع مستهدف يمكنه تحقيقه بسهولة، مثل ألا يفقد أكثر من ثلاث درجات مثلا في كل مادة، فإذا حقق هذا المستهدف تشجعينه وتهنئينه وتكافئينه بهدية، ثم تطلبين منه أن يستمر هكذا عدة أشهر، بعدها يزيد المستهدف فيكون الفقد درجتين في كل مادة وهكذا يتشجع الطفل وينجح في تحسين مستواه بالتدريج.
ونحن دائما مع أبنائنا نقارن أداء الطفل بإمكاناته هو الشخصية وليس بإمكانيات الآخرين، فنقول له أنت هذا الشهر أفضل من الشهر الماضي، وليس أنت أفضل من أخيك أو هو أفضل منه، ولكن نقارن الطفل بنفسه.
أما عن أسلوب تنظيم المذاكرة اليومي فأذكر لك نموذجا منه:
نموذج للمذاكرة مع الابناء :
- – لا بد من مساعدة الابن على تنظيم الوقت بين المذاكرة واللعب؛ فمنع الطفل من اللعب تماما في أثناء المذاكرة أمر مستحيل، وكذلك فمن الصعب على ابن السابعة أن يقوم وحده بتنظيم وقت مذاكرته ولعبه أيضا.
- – اجلسي مع ابنك ونظمي معه جدولا للمذاكرة اليومية مثل جدول المدرسة تماما، فبعد أن يأتي الطفل من المدرسة ويتناول غداءه تعطيه الأم فرصة نصف ساعة للراحة أو اللعب أو مشاهدة التلفاز ونصف ساعة فقط لا أكثر، ثم تبدأ تنظيم يومه وتحضر جدول الحصص ويحضر حقيبته ويبدأ في إخراج كتبه وتتبع معه في المذاكرة الجدول المدرسي.
فعلى سبيل المثال : فإذا كانت أول حصة العربي ترى ما أخذ فيها وتقيم معه الوقت المطلوب من الوقت لأداء واجب العربي، وفي طفل السابعة لن يحتاج أكثر من نصف ساعة، وهذه هي أقصى مدة يمكن لطفل السنوات السبع أن يجلسها متواصلة للمذاكرة.
فإذا أنهى واجبه خلالها يأخذ ربع ساعة راحة للعب وبعدها نبدأ في عمل واجب الرياضيات لمدة نصف ساعة أخرى ثم ربع ساعة استراحة وهكذا، ويكون وقت الاستراحات مكتوبا في الجدول مثله مثل وقت المذاكرة.
3. – وإذا كان لدى الطفل واجب طويل قليلا يقسم على فترتين منفصلتين، وعليك أن تكوني صادقة في إعطائه وقت الاستراحة حتى يثق بك، وكذلك تكونين حازمة في إنهاء وقت الاستراحة فلا تمتد لساعة مثلا.
وهكذا سيعتاد على تنظيم وقته وأداء ما عليه من واجبات ولا تسمحي له أبدا أن ينام دون إنجاز واجباته.